cooltext465271537.gif

شاكر الجوهري

  ارشيف الكاتب

نقولا ناصر

ارشيف الكاتب

فهد الخيطان

ارشيف الكاتب

 

مروان المعشر: حل الدولتين تلاشى وفرص نجاح المفاوضات ضئيلة

 

 

دعا وزير الخارجية الأردنية الأسبق إلى إشراك دول إقليمية ذات وزن في مفاوضات التسوية المباشرة التي انطلقت مؤخرا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال وزير الخارجية الأسبق مروان المعشر إن الآمال المعقودة على نجاح المفاوضات بصورتها الراهنة والتي بدأت الأسبوع المنصرم في واشنطن، تبدو ضئيلة كما أنها لن تُحدث اختراقا في نهاية الأمر. واستبعد في مقال بصحيفة "ذي فايننشال تايمز" نشرته اليوم أن تُفضي تلك المحادثات بين طرفي التفاوض الحاليين وحدهما إلى حل يقوم على إقامة دولتين. ورأى أن "الوعد الأفضل" يكمن في تبني نهج جديد وشامل يغري أهم اللاعبين الإقليميين، بمن فيهم المملكة العربية السعودية وسوريا، بالمشاركة في المفاوضات.ومضى المعشر، الذي يشغل حاليا منصب نائب الرئيس للدراسات بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إلى القول إن المفاوضات المباشرة تعاني من نقاط ضعف ثلاث. الأولى هي أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تولي أهمية لعملية التفاوض أكبر من جوهرها نفسه، ومن ثم فهي تغامر بالوقوع في فخ مفاوضات لا تنتهي، على حد تعبير الكاتب. وعلى الرغم من التصريحات المفعمة بالثقة –كما يقول المعشر- بإمكانية حل الخلافات الرئيسية خلال العام المقبل، فإن أمورا كثيرة تفصل بين الطرفين. والثانية هي أن اتفاق سلام ثنائيا لم يعد صفقة "مغرية" لأي من الجانبين، فإسرائيل ستجد من العسير عليها تقديم تنازلات مؤلمة تُعد ضرورية لإبرام سلام مع بعض الفلسطينيين فقط دون حركة حماس التي لا تشارك في المفاوضات، بينما السلطة الفلسطينية بحاجة إلى غطاء من العالم العربي الواسع لإقناع شعبها. أما نقطة الضعف الثالثة وهي أسوأهم جميعا فتتمثل في أن حل الدولتين لن يكتب له النجاح بعد اليوم. فعلى الرغم من المساعي الجادة لإقامة دولة فلسطينية، فإن هذا الخيار قد تلاشى فعليا مع انتشار المستوطنين الإسرائيليين في كافة أرجاء الضفة الغربية. ويشدد المعشر-استنادا إلى نقاط الضعف الثلاث تلك- على ضرورة التخلي عن نهج المفاوضات الثنائية، والسعي لعقد اتفاق شامل بين إسرائيل والدول العربية كافة تقوم على الشروط الواردة في مبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في مؤتمرها ببيروت عام 2002.وعَّدد المعشر مآثر اقتراحه القائم على إشراك الأطراف الإقليمية المهمة حيث خلص إلى القول إن من شأن مبادرة إقليمية كهذه أن تتيح لكلا الطرفين إيجاد تسوية للقضية تراعي مصالحهما القومية بدلا من الاعتماد على الضغوط لحمل الإسرائيليين والفلسطينيين على التحرك. كما أن من شأن المبادرة الإقليمية إلزام العرب على تحمل المسؤولية بممارسة الضغط على حركة حماس وحزب الله اللبناني، على حد قول المعشر.

 

 

 (الجزيرة نت)

 

 

     9/6/2010 

Marwan-Almuasher.jpg

 

 

Only a regional approach can bring Middle East peace

 

By Marwan Muasher

 

Published: September 5 2010 19:57 | Last updated: September 5 2010 19:57

مسيرة السلام: المصالحة التاريخية

 

يوسي بيلين

 

2010-09-06

 

اذا كان هدف ادارة اوباما حقا التوصل الى اتفاق اطار يتحقق في بضع سنين، فلا يوجد أي منطق لمنح هذا المسار سنة واحدة. يقتضيها اتفاق الاطار شجاعة سياسية توجب اتفاقا مفصلا، لأنه سيكون من الواجب بحسب التعريف أن يمس جميع موضوعات الصراع، لكنه لا يقتضي الزمن الذي يحتاجه الطرفان للتوصل الى اتفاق مفصل. سيوجب اتفاق اطار على الأطراف الكشف عن مواقفها الحقيقية في مرحلة مبكرة، وأن تفحص أنفسها وغيرها فيما يتعلق باستعدادها للتخلي عن جزء كبير من شعاراتها المعلنة، للتوصل الى المصالحة التاريخية التي تكلم عنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في واشنطن. إن ثلاثة اشهر من العمل الكثيف هي زمن طويل لتفاوض كهذا. الشيء الذي يصح فعله اذن أن يعلن سلفا بأن الحديث عن مسار كهذا وأنه سينقضي في مطلع كانون الأول (ديسمبر) وأنه سيكون في أثنائه تجميد كامل للبناء في الضفة الغربية.من المهم ضمان أن يمكث المتفاوضون في مكان بعيد عن أعين وسائل الاعلام والجمهور، وأن يصرفوا كل وقتهم لهذه المحاولة الصعبة، لا أن يكون ذلك هواية لساعات ما بعد الظهر ولا عملا يضاف الى اعمالهم الكثيرة الاخرى.يستطيع الاتفاق المرحلي ان يؤجل علاج مسائل كالقدس واللاجئين. وسيكون من الواجب على اتفاق الاطار أن يعالجهما معا لانهما الموضوعان الجوهريان الحقيقيان.وكيف يفترض ان يبدو الاتفاق؟لن يكون اتفاق دون تقسيم المدينة الشرقية. إن التقسيم الذي عرضه الرئيس كلينتون (ان تكون الاحياء اليهودية جزءا من السيادة الاسرائيلية؛ وأن تكون الاحياء العربية جزءا من السيادة الفلسطينية) هو الاكثر منطقية. وسيكون من الممكن الحفاظ على البلدة القديمة بصفتها منطقة مفتوحة مع سيادة متقاسمة ووصول كامل (الى جبل الهيكل تحت السيادة الفلسطينية، والحائط الغربي والحي اليهودي تحت السيادة الاسرائيلية). وامكان آخر (رفضه الفلسطينيون حتى الان) هو سيادة مزدوجة، اسرائيلية وفلسطينية على البلدة القديمة.يجب أن تحل مشكلة اللاجئين بغير ذكر لـ 'حق العودة'. يفترض أن تستوعب الدولة الفلسطينية اللاجئين الذين يريدون العيش فيها، وأن تعطي الدول المانحة ومنها اسرائيل اللاجئين تعويضات، والتي تشاء من الدول تقترح استيعاب حصص من الفلسطينيين وتكون اسرائيل منها بحسب قرارها السيادي. ويعرف كل حل يتفق عليه أنه تحقيق كامل لقرار الأمم المتحدة 194.ترسم الحدود مع تغيير نسب ضئيلة من الخط الأخضر وتشتمل على عدة كتل استيطانية، عوض تعويض كامل من المنطقة السيادية الاسرائيلية الحالية. وتكون الدولة الفلسطينية غير مسلحة، وتنشىء اسرائيل عدة ترتيبات أمنية حيوية مثل محطات انذار بل وجود عسكري مؤقت. ويجلى المستوطنون الذين يجدون انفسهم شرقي الحدود الجديدة الا اذا اتفق على أنه يمكن ابقاؤهم هناك، مع الخضوع للدولة الفلسطينية التي ستنشأ. يخيل إلي أن هذا أحد الموضوعات المفتوحة من وجهة نظر الطرفين.تحل جميع الموضوعات الأخرى (المياه والبيئة والمجال الكهرومغناطيسي) على أيدي لجان مشتركة تحل مشكلات واقعية وتمتنع عن تناول حقوق من الماضي. وتنشأ لجنة مشتركة لمكافحة التحريض وتعقب الخطط الدراسية.يعلن مع تحقيق الاتفاق المفصل بانهاء النزاع، ونهاية المطالب. وفيما يتعلق بمسألة الاعتراف التي أثارها نتنياهو تحل على أنها جزء من الحل الشامل، ويمكن الصيغة أن تكون تلك التي تبنيناها بمبادرة جنيف: 'يذكر الاتفاق الاعتراف بحق الشعب اليهودي في دولة، والاعتراف بحق الشعب اليهودي الفلسطيني في دولة، دون المس بالحقوق المتساوية لمواطني الطرفين... ويعترف الطرفان بأن فلسطين واسرائيل وطنان لشعبيهما...'اذا كان الطرفان مستعدين لهذا فليكن، وإلا تفضل محاولة التوصل الى اتفاق مرحلي. اضاعة سنة للتوصل الى اتفاق اطار قصير أمر خاسر. يمكن الفحص عن الاستعداد للاتفاق على هذه المبادىء في غضون أسابيع لا أشهر.

 

اسرائيل اليوم 6/9/2010

 

 

فوق جثة مسيرة السلام

تسفي بارئيل

2010-09-05

'ألا يموت الثور آخر الأمر؟ انه يموت دائما. فما هي اللذة في صراع الثيران؟'. 'أنت لا تفهم، انه الاسلوب، الاسلوب. يجب ان تعلم كيف تقتل الثور فهذا هو الفن'. لم أعد أذكر من هو الاسباني الذي بين لي هذه الحقيقة، لكنني تذكرتها عندما رأيت المادة الحسنة التي جلس قربها مصارعا الثيران بنيامين نتنياهو ومحمود عباس، الى جانب الأشابين حسني مبارك والملك عبدالله والمضيف باراك اوباما ـ في جولة أخرى فوق جثة مسيرة السلام. حسن ما قاله نتنياهو لعباس، 'انت شريكي في السلام'. أجل يوجد في هذا 'النجاح' متنافسان دائما، اسرائيلي وفلسطيني. منذ الان، والى الـ 12 سنة القادمة - ان لم تلفظ مسيرة السلام أنفاسها قبل ذلك ـ سيضطر كل واحد منهما مرة اخرى الى اظهار اسلوبه، لكن الفن هنا، بخلاف صراع الثيران، هو كيف يتهرب من المسؤولية عن موتها.القواعد واضحة: ففي الجانب الاسرائيلي لا يحل التوصل الى انسحاب، ولا يحل تقسيم القدس، ولا اعادة اللاجئين، ولا التنازل عن الماء ولا عن غور الاردن. وفي الجانب الفلسطيني ـ لا تنازل عن أي قطعة أرض لكن تبادل ضئيل للاراضي، ويمكن الحديث عن اللاجئين، والقدس الشرقية هي عاصمة فلسطين، ولن توجد أي مستوطنة داخل فلسطين. بدأ نتنياهو على نحو جيد. فقد أعلن بأسلوب مكتمل، في كلمة بعد كلمة، وفي التروي المناسب المطلوب من فنان خطابة، بأنه مستعد لمصالحة تاريخية وأن السلام الحقيقي 'سيحتاج الى تنازلات مؤلمة من الطرفين'. ماذا مثلا؟ استمرار تجميد البناء؟ حل البؤر الاستيطانية؟ تبني الخريطة التي اقترحها ايهود اولمرت على عباس؟ اقامة قوة متعددة الجنسيات في غور الاردن؟ ما الذي عاق نتنياهو عن أن يعرض هذه الاشياء على عباس في فترة المحادثات غير المباشرة؟ أيوجد في قبعته أرانب خفية يستطيع أن يبيعها لعباس دون أن يشعر احد؟ سيضطر في غضون ثلاثة أسابيع الى أن يواجه علنا خصومه بمسألة البناء في المستوطنات. ولن تجدي هنا أي ترتيبات احتيال، لانه لا يمكن اخفاء الجرافات في الادراج. ولهذا يحل أن نقول أنه ليس لنتنياهو سلعة جديدة يبيعها للفلسطينيين، وعباس يعلم هذا.'يحتاج هنا الى حسم زعماء لا الى فرقاء تفاوض'، بيّن نتنياهو هدفه. اذا كان الأمر كذلك، فلماذا يحتاج الى استفتاء الشعب في الاتفاق اذا أحرز وعندما يحرز؟ أيخشى نتنياهو من أنه يعمل خارج اطار السلطة التي اعطاه الجمهور اياها، مخالفا لبرنامج حزبه، أو قد يكون على ثقة بأن الجمهور سيجيز ما يرفضه رفاقه في الائتلاف؟ لكنه نفس الجمهور الذي أعطى صوته الاكثرية اليمينية التي انشأت الائتلاف. وهو نفس الجمهور الذي لم يصنع نتنياهو حتى الان شيئا لاقناعه بأنه يحسن الانسحاب وعقد اتفاق سلام وتوديع المناطق.المرحلة التالية أخطر. لانه من السهل جدا التغاضي عن الجمهورين الاسرائيلي والفلسطيني، وأن يعرض عليهما شرك التسويات المرحلية، وبرنامج عمل مرن أو 'اتفاق اطار' ليس فيه تفصيل عملي. هذه حقول ألغام انفجرت منذ بدأت وثائق ميتشل وتنت، مرورا بخريطة الطريق الى أنابوليس. هذه في الأكثر منافذ هرب لكل واحد من الطرفين. وليس فيها أكثر من اعلان بـ 'دولتين للشعبين'. ومن يقترحها يفشل العملية سلفا. يحسن أن نتذكر بأي استعداد مُسكت انتظرنا سماع هذا التعبير من نتنياهو، وتبين بعد أنه قال الكلمات السحرية أنه لا يوجد لها أي معنى بغير قرار عملي، سياسي، يترجم الى اتفاق كامل.يجب على نتنياهو مع عودته من واشنطن أن لا يعد فقط للقاء القادم مع عباس بل للحوار مع الجمهور في الأساس. وأن يبيعه بنية السلام لا مسيرة السلام، لا أن يعرض عليه مرة أخرى ترتيب المدفوعات الذي أحرزه من عباس، بل الذخر الذي سيحرزه في نهاية المسيرة. لا يستحق الفلسطينيون فقط بل الاسرائيليون أيضا آخر الأمر أن يعلموا ما هي حدود دولتهم وأن يبعدوا عن جبينهم عار الاحتلال. ليس يجب أن يهمس في مسمع عباس ذلك بل أن يعلن ذلك في اسرائيل بالعبرية على رؤوس الاشهاد.بغير هذا 'الحديث الصادق' مع الجمهور في اسرائيل، سيظل بيبي مصارع الثيران، الذي يعلم بلطف وبأسلوب طعن المسيرة بالسيف واتهام الفلسطينيين ايضا وأن يقول 'انتصرت'.

هآرتس 5/9/2010

هل نصدق نتنياهو؟

أسرة التحرير

2010-09-05

قمة واشنطن نجحت في تحقيق الاهداف المحددة لها. فقد انتهت ببيان عن استئناف المفاوضات لتحقيق تسوية اسرائيلية ـ فلسطينية، تعرض حلولا لكل 'المسائل الجوهرية' وتؤدي الى اقامة دولة فلسطينية. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أعرب في خطابه في واشنطن عن استعداد لحل وسط تاريخي. فقد قال نتنياهو: 'شعب آخر يتقاسم البلاد معنا'، ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بانه 'شريكي في اتفاق السلام'. ووعد بانه لم يدخل الى المحادثات المباشرة كي يناكف، بل كي ينهي النزاع.نتنياهو، الذي عارض في الماضي بشدة فكرة الدولة الفلسطينية ورأى فيها خطرا على وجود اسرائيل وأمنها، غير نهجه منذ عاد الى الحكم قبل نحو سنة ونصف السنة. اما الان فهو يتحدث عن 'السيادة مقابل الامن' ـ دولة فلسطينية، مقابل ترتيبات امنية متشددة. وأقنع نتنياهو زعماء الولايات المتحدة، مصر والاردن برعاية المحادثات المباشرة، واظهر قدرة سياسية مثيرة للانطباع في الحفاظ على ائتلافه متراصا في الوقت الذي دخل فيه الى مباحثات حول انسحاب من الضفة الغربية، مستقبل المستوطنات ومكانة القدس.ولكن، بقدر ما كان سخيا في التصريحات، ضنّ نتنياهو بالتفاصيل، والشكوك حول جدية نواياه وقدرته على دفع التسوية لم تتبدد بعد. مواقفه الاولية، وتلميحاته بانه سيقترح ابقاء المستوطنين في الدولة الفلسطينية بدلا من اخلائهم تثير التخوف من أن نتنياهو يبحث عن السبل لانقاذ اسرائيل من العزلة الدولية ولهذا فقد دفع نحو المحادثات المباشرة، الا أنه لم يستوعب بعد الثمن اللازم للحل الوسط مع الفلسطينيين ـ انسحاب من الضفة الغربية، تقسيم القدس واخلاء المستوطناتالاختبار الاول لنواياه وقدرته سيكون مع نهاية التجميد للبناء في المستوطنات، بعد ثلاثة اسابيع. اذا ما خضع نتنياهو لضغوط المستوطنين ومؤيديهم واستأنف البناء بكامل الوتيرة، سيتبين بانه غير قادر على ان يقود نحو الحل الوسط التاريخي الذي وعد به. اذا كان رئيس الوزراء يريد للناس أن يصدقوا تصريحاته في واشنطن، فان عليه أن يترجمها الى قرارات يتخذها في ارئيل وعمانويل، ويمتنع عن توسيع المستوطنات في اثناء المحادثات. هذا هو الاستنتاج الواجب من قمة واشنطن.

هآرتس 5/9/2010

 Netanyahu-to-his-gov.jpg

نتانياهو: العالم العربي ناضج للسلام

عــ48ـرب

05/09/2010  13:39

في كلمته في جلسة الحكومة صباح اليوم، الأحد، قال رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو إن هناك شعورا بأن العالم العربي ناضج للتوصل إلى سلام، وأن "لديه انطباعا بأن دولا عربية مهمة لم تقف إلى جانب ما أسماه "عملية السلام" باتت جاهزة في أعقاب الهجمات".وقال نتانياهو إنه قد حان الوقت للتقدم في السلام مع الفلسطينيين، وتوسيع نطاقه ليشمل دائرة أوسع. وأضاف أن هذا الإحساس نابع من فهمه للبدائل الأخرى، وكذلك لنتيجة لاعتراف دول عربية بضرورة التوصل إلى تسوية مع إسرائيل.ولدى تطرقه إلى لقائه مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قال إنه يأمل أن تسفر المحادثات عن بدء علاقة مباشرة وضرورية وصادقة من أجل بلورة اتفاق.وتابع أن المطلوب الآن ليس طواقم كثيرة، وإنما "الحسم من قبل القادة". وأضاف أنه يجب استخلاص الدروس من محادثات السلام التي جرت في الماضي. وقال "لكي ننجح هذه المرة يجب أن نستخلص الدروس من 17 عاما من المفاوضات، والتفكير بشكل خلاق من أجل التوصل إلى حلول عملية".وبحسبه فإنه "يعتقد أن ذلك ممكن، وأنه على استعداد لإنجاز تسوية تاريخية مع جيرانه بشرط أن يتم الحفاظ على المصالح الإسرائيلية وعلى رأسها الأمن".وكان قد أوضح نتانياهو في وقت سابق في جلسة لوزراء كتلة الـ"ليكود" أن مشكلة تجميد البناء الاستيطاني بعد السادس والعشرين من الشهر الجاري لا تزال قائمة.وقد ناقشت الحكومة الإسرائيلية مرة أخرى في جلستها "البناء في المستوطنات". وقال وزير المالية يوفال شطاينتس إن البناء سوف يتجدد بعد انتهاء موعد التجميد. وبحسبه فإن "التجميد كان بادرة حسنة من طرف واحد.. نقول أن التجميد سيتوقف والمحادثات ستستمر، ولن يكون هناك قرار آخر". وأضاف أنه إذا أراد الفلسطينيون أن يصنعوا أزمة من البناء في المستوطنات فإن ذلك يشير إلى عدم جاهزيتهم للتوصل إلى تسوية. وبحسبه "لسنا على ثقة بأن هناك شريكا مضمونا، وسيكون نهاية أيلول اختبارا للفلسطينيين". على حد تعبيره.وبدوره قال وزير الداخلية، إيلي يشاي، إن طلب تجميد البناء هو "طلب غريب". وبحسبه فإن "الفلسطينيين ليسوا معنيين بعملية كبيرة.. قام نتانياهو بخطوات كبيرة بإخلاص وأيد نظيفة، ولكنهم يرفضون ويتذرعون بالحجج".واعتبر يشاي أنه "من الممكن فهم المطالب الفلسطينية بعدم بناء مستوطنات أخرى، ولكن المطالبة بعدم البناء في الإمكان التي يوجد إجماع عليها فإن ذلك يشير إلى مآرب من وراء هذا المطلب".وقد أوقف نتانياهو النقاش، بادعاء أنه "حساس" وأنه حين يحين وقت الحسم ستتم مناقشته.

 

 Arabs48-Future-Hebrew.jpg

"يسرائيل هيوم": نتنياهو يطالب بأن يكون فلسطينيي الداخل جزءًا من التسوية النهائية

 

05/09/2010  13:50

 

عـ48ـرب

 

نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" الصادرة اليوم عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قوله إن المواطنين العرب سيكونون جزءا من التسوية الدائمة بين اسرائيل والفلسطينيين، وأوضحت أن نتنياهو يعتبر ذلك مطلباً أساسياً للتوصل الى اتفاق دائم.وأختارت الصحيفة تصريحات نتنياهو عنواناً رئيسياً لعدد اليوم وأوضحت ان أقوال نتنياهو جاءت الاسبوع الماضي في احاديث مغلقة في واشنطن.وحسب الصحيفة، قال نتنياهو إن العرب في اسرائيل سيبقون مواطنين اسرائيليين متساوي الحقوق، ولكن لن يكون بوسعهم المطالبة بتقرير المصير أو الاستقلال او ان يصبحوا جزءا من الدولة الفلسطينية التي ستقوم. وأشارت الى ان نتنياهو يعتبر هذههذه هي احدى المشاكل لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الاتفاق الدائم. ووضعت الصحيفة أقوال نتنياهو في سياق سؤال لنتنياهو في الجلسات المغلقات إن كان سيطرح الاتفاق على استفتاء شعبي. ولفتت إلى أن نتنياهو صرح في الماضي انه سيفعل ذلك ولكن في الاسبوع الماضي رفض التعهد بذلك. وقال: "سيكون نقاش جماهيري واسع". ونقلت الصحيفة عن وزير الخارجية، افيغدور ليبرمان، قوله امس في ختام لقاء مع نظيره القبرصي: "انا لا أومن بانه يمكنه الوصول في هذا الوقت الى تسوية"، وأضافت أن ليبرمان سيلقي مساء اليوم كلمة امام نشطاء حزبه في القدس المحتلة، حيث من المتوقع أن يقول ان "التسوية الانتقالية بعيدة المدى اكثر واقعية من اتفاق دائم في غضون سنة".

 

الارض مقابل المظلة الذرية

 

عكيفا الدار

 

2010-09-06

 

في 13 أيلول (سبتمبر) 1993 اختنقت حنجرتي بالدموع لرؤية اسحاق رابين يصافح ياسر عرفات فوق أعشاب البيت الابيض، والرئيس كلينتون يلفهما بنظرة متفائلة. عندما يذل أبنائي الصغار من تل ابيب من مواليد ايلول (سبتمبر) 1993 على الحواجز أبناء السابعة عشرة من الفلسطينيين الذين لم يعرفوا اوسلو، فلا عجب ألا يكون لهذه المراسم احتمال أن تقترب من نسبة مشاهدة 'نجم مولود'. عرفنا أن المصافحات يمكن أن تتحول على نحو سهل الى ضغط على الزناد. وعلمنا يقينا أن تصريحات السلام الجديدة لا تدل بالضرورة على تصورات جديدة. يجب على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن يقطع مسافة بعيدة نحو الفلسطينيين للوصول الى نقطة وصلها ايهود اولمرت في المحادثات مع محمود عباس. وسيضطر رئيس السلطة الى ازالة القفازات ازاء الخصوم في الداخل، كي يفطم الرأي العام الذي أدمن مخدر 'لا شريك'. ويجب على رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما أن يبذل ما بقي من المال السياسي، كي تستطيع وزيرة الخارجية كلينتون أن تضع امام نتنياهو وعباس وثيقة تشبه المخطط الذي قدمه الرئيس كلينتون قبل عشر سنين الى ايهود باراك وياسر عرفات. يبدو أننا سنستطيع فقط 'بعد أعيادنا' وبعد أن يتنبه الامريكيون من المشتريات لعيد الميلاد، تقدير هل قربت المبادرة الجديدة انهاء الصراع بين اسرائيل والفلسطينيين. لكن يمكن أن نقول الان إن تجديد التفاوض عمق النزاع بين القيادة الايرانية وجهات مركزية في القيادة العربية. إن الضربات الكلامية التي تتبادلها طهران وحلفاؤها في بيروت وغزة مع القاهرة ورام الله، ستؤكد الصلة الوثيقة بين مسيرة السلام والساحة الايرانية.تثبت عمليات حماس الارهابية الاخيرة الذعر الذي ألم بجبهة الرفض ازاء 'خطر' أن نتنياهو ليس ما يظنون. هذه فرصته لادخال ايران في معادلته وهي المناطق عوض الأمن. يعلم نتنياهو نفسه صباح مساء بأن ايران هي تهديد اسرائيل الوجودي. اذا كان بيبي مستعدا حقا للنزول عن أراض من الوطن والتعرض للتوبيخ من أبيه بن تسيون، فلماذا لا يقامر على الصندوق كله؟ لماذا يكتفي بترتيبات أمنية مع دولة فلسطينية منزوعة السلاح وليدة، في حين يمكن تقديم الحساب بالعملة الايرانية؟برغم تبجح الساسة وحماسة أفراد العسكر، لا يوجد لاسرائيل خيار حقيقي لأن تقف بنفسها برنامج ايران الذري. يتوقع أن يكلفنا الهجوم على ايران (اذا كان ممكنا أصلا من الناحية العملياتية) آلاف الضحايا ومواجهة اقليمية في ظل أزمة ثقة مع الولايات المتحدة. السبيل الصحيح لمواجهة التهديد الايراني هو التأليف بين تعزيز دائرة السلام في المنطقة، وضمان مظلة ذرية أمريكية وتطوير الردع الاسرائيلي.أثار باراك لأول مرة فكرة معاهدة دفاعية متبادلة، تمنح اسرائيل ضمانات أمنية في مواجهة ايران، في حديث مع الرئيس كلينتون في أثناء قمة كامب ديفيد سنة 2000. كتب بروس ريدل، الذي كان من كبار مسؤولي مجلس الامن القومي في البيت الابيض وحضر ذلك الحديث، في مقالة نشرها أخيرا في مجلة 'ذا نيشينال انترست' ان كلينتون رد بالموافقة على فكرة المظلة الذرية، لكنها دفنت عندما دفعت مسيرة السلام الى طريق مسدود. وفي أثناء القمة اقترح باراك ايضا أن تزود الولايات المتحدة اسرائيل بطائرات هجومية متقدمة من طراز اف 22، تحسن قدرة الجيش الاسرائيلي على الضربة الثانية. وتلاشت هذه الفكرة ايضا مع التفاوض.يقترح ريدل ان تفحص الادارة الامريكية من جديد هذه المبادرات، بل أن تزن امكان تزويد اسرائيل بتقنية صواريخ بحرية وغواصات ذرية. من أجل ذلك يحتاج الى تقدم حقيقي نحو تسوية مع الفلسطينيين، ويرغب ايضا في أن يكون ذلك نحو سلام اقليمي على حسب مبادىء مبادرة السلام العربية. يمكث اليوم في البيت الابيض رئيس يتمنى انجازا. كي ينجح باراك اوباما في المكان الذي زل فيه كلينتون سيكون مستعدا للدفع بسخاء، لكنه لا يوزع المظلات بالمجان ايضا. إما المناطق وإما المظلة هذه هي المعادلة.

 

هآرتس 6/9/2010

 

 
Search for
Get a Free Search Engine for Your Web Site

 cooltext465273333.gif

 

فشل المباحثات نجاح لحماس

آفي يسسخروف وعاموس هرئيل

2010-09-01

عملية اطلاق النار الاجرامية أمس شرقي الخليل لا يمكن أن تعتبر مفاجئة. فقد كان لحماس دافع عال ٍ لإحراج السلطة الفلسطينية عشية بدء المحادثات المباشرة في واشنطن. حديث قصير مع اعضاء الوفد الفلسطيني في واشنطن أمس يبين ان المهمة قد تحققت بالفعل: فقد بدوا في حالة ضغط، غاضبين وعالمين بالاثار الشديدة التي قد تكون للحدث على محادثات السلام وعلى قدرتهم على المناورة حيال اسرائيل. واضافة الى ذلك سعت حماس الى تقويض القمة في الولايات المتحدة وارسال مذكرة اليمة للادارة الامريكية ولحكومة اسرائيل بانه من أجل حل النزاع الاسرائيلي ـ الفلسطيني يجب ادراجهم في كل صفقة من أي نوع.الناطقون بلسان حماس والجهاد لم يترددوا أمس عن تمجيد منفذي العملية ونتائجها اساسا. لهذين الفصيلين تقاليد طويلة من عمليات الطرق من هذا النوع عشية قمم سلمية هامة. هكذا حصل ايضا في اثناء مؤتمر مدريد، في فترة اتفاقات اوسلو وحتى حول قمة انابوليس في 2007. فقط في بداية الاسبوع تجول رئيس الاركان، الفريق غابي اشكنازي، في قيادة المنطقة الوسطى وقال لقادة الالوية ان يؤكدوا يقظة قواتهم، خشية ان يكون هناك من يحاول التشويش على استئناف محادثات السلام.الذراع العسكرية لحماس اخذت على عاتقها أمس المسؤولية عن العملية. الناطق بلسان حماس في غزة سامي ابو زهري، قال ان المنظمة تثني على الهجوم وترى فيه ردا طبيعيا على 'جرائم الاحتلال'. في الاشهر الاخيرة مارست قيادة حماس في غزة وفي دمشق، ضغطا على الخلايا في الضفة لاستئناف العمليات بهدف الاثقال على السلطة الفلسطينية واثارة التوتر من جديد بينها وبين اسرائيل. قبل شهرين فقط انكشفت شبكة كبيرة لحماس في جنوب جبل الخليل، 'خلية غافية' انبعثت الى الحياة، اعضاؤها مشبوهون بقتل شرطي اسرائيلي وبعملية مشابهة على ذات الطريق، بمسافة بضع كيلومترات من مكان العملية امس. وبالتوازي سجلت أيضا محاولة من حماس لاثارة هياج في الضفة ضد السلطة، ولا سيما حول مسألة السيطرة على المساجد وقرار حكومة السلطة منع كبار رجالات حماس من القاء الخطب في المساجد ايام الجمعة.القتل أمس يدل على ما يبدو على انه لا تزال لدى حماس قدرة على المبادرة الى عمليات مركبة نسبيا، في مستوى تنفيذي عال في الضفة، رغم الاعمال شبه الوحشية لاجهزة السلطة ضد المنظمة.اجهزة الامن في اسرائيل وفي السلطة تدير الان سباقا ضد الزمن بهدف الوصول إلى القتلة في موعد قريب من انعقاد القمة في واشنطن هذا المساء. يمكن تقدير أن مستوى التعاون الاستخباري العالي نسبيا، الذي يظهر بشكل عام، هجر أمس بقدر ما في صالح محاولة كل طرف الوصول اولا الى المشبوهين.العملية لا تدل على استئناف الهجوم الاجرامي في الضفة، رغم ان الحديث يدور عن الحدث الاصعب هناك منذ عدة سنوات. السلطة هي ايضا ستبذل الان جهدا لتهدئة المنطقة ومنع مزيد من الاحداث التي من شأنها ان تحرجها حيال اسرائيل. المخاطرة الاساسية في الايام القريبة ترتبط بالتوتر بين السكان، اليهود والعرب ـ في الخليل، حيث الاجواء فيها مشحونة على أي حال على خلفية استئناف المحادثات المباشرة.يمكن أن نتوقع محاولة من المستوطنين لاخراج 'رد صهيوني مناسب' في شكل بؤرة استيطانية في منطقة العملية، على خلفية القمة وموعد انهاء تجميد البناء. في سيناريو أخطر، تحتمل ايضا عمليات انتقامية ضد الفلسطينيين، او عمليات 'شارة ثمن'. قيادة المستوطنين ربطت منذ أمس بين قتل اربعة من سكان بيت حجاي والواقع السياسي والامني الاوسع. فالى جانب الطلب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الغاء مشاركته في القمة، انطلقت فورا مطالبات باستئناف البناء في الضفة واعادة اغلاق الطرق امام حركة الفلسطينيين والتي اتاح فتحها بزعم المستوطنين تنفيذ العملية.بالنسبة للقيادة العليا في الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية فان هذا اختبار مركب، في مدينة معقدة للغاية بالنسبة للسيطرة في الضفة. قائد اللواء الجديد نسبيا في الخليل، العقيد جاي حزوت، سيكون مطالبا بان يظهر كل قدرته كي يهدىء الخواطر في المدينة. سلسلة القيادة فوقه اكثر تجربة منه في اوضاع مشابهة، ويتعين عليها ان تبدي مشاركة عن كثب في المجريات.بالنسبة لاصحاب القرار في الجانب الاسرائيلي والفلسطيني يدور الحديث الان عن مهمة ليست اقل سهولة: مواصلة خطة القمة دون تفجير المحادثات قبل أن تبدأ. يحتمل أن يكون هؤلاء واولئك ايضا يفهمون بانهم في نهاية المطاف اذا ما انهوا المفاوضات في الايام القريبة القادمة، فان الامر سيخدم المخربين الذين قتلوا الاسرائيليين الاربعة امس في جنوب جبل الخليل.

هآرتس 1/9/2010

نتنياهو سيستثمر العملية

 

ناحوم برنياع

 

2010-09-01

 

حصل لنتنياهو امس ما حصل لكثيرين قبله، وله نفسه ايضا، في ولايته السابقة كرئيس للوزراء. فقد صعد الى الطائرة مخلفا دولة هادئة نسبيا. وعندما هبط، هبط معه النبأ عن عملية اجرامية. صعد الى الطائرة بمزاج ما ونزل منها بمزاج آخر تماما.العملية في الخليل لا تغير الكثير من جوهر القمة. بل انها تضيف فقط مفعولا لمطالب نتنياهو الامنية، التي قرر في كل الاحوال وضعها في مركز تصريحاته هنا. وبالطبع، هذا يزيد قدرته على المساومة في قضية تجميد البناء. يمكنه أن يشرح للامريكيين بانه عندما يكون المستوطنون هم ضحايا الارهاب، فان الجمهور الاسرائيلي سيجد صعوبة في أن يسلم بقرار استمرار تجميد البناء. بكلمات اخرى، العملية، مع كل الاحباط الذي تثيره، مع كل الغضب، تعطي رئيس الوزراء سلاحا تكتيكيا واعلاميا. ليس الفلسطينيون وحدهم مَنْ يأتون كمظلومين الى واشنطن، بل اسرائيل ايضا.ابو مازن سيشجب العملية، ليس في ذلك شك. وفي كل ما يتعلق ببيانات الشجب لا يمكن لاسرائيل أن تنزل عليه باللائمة، ولكنها يمكنها أن تسأل هل السلطة هي جهة مصممة بما فيه الكفاية، قوية بما فيه الكفاية، كي تمنع وقوع عمليات بعد تحقيق الاتفاق. في الماضي ايضا كل نقلة في المسيرة السياسية جرت جهدا مضاعفا لمحافل الارهاب، للتخريب، للقتل والتفجير. اذا كانت العملية أمس تثبت شيئا، فانها تثبت أنه خلافا للتوقعات المنخفضة للشارع الاسرائيلي والشارع الفلسطيني، ثمة من يؤمن بين محافل الإرهاب بأن هذه القمة كفيلة بان تجلب نتائج.نتنياهو سافر الى القمة مع الكثير من الادرينالين في دمه. في اثناء الرحلة الجوية فعل الكثير كي يبث الاستعداد، وتقريبا الحماسة، قبيل بدء المفاوضات المباشرة، وتفاؤلا ً بموجبه اذا رغب ابو مازن بالسلام فان الاتفاق سيتحقق في غضون سنة. نتنياهو مستعد للحديث في كل شيء (القدس، ليس صدفة، امتنع عن ذكرها صراحة) ومستعد لان يضبط نفسه عندما يعرض الفلسطينيون على مسمع الامريكيين وثيقة ادعاءاتهم.نتنياهو يفضل التركيز على مسألة كيف سيتصرف الفلسطينيون في المفاوضات. ولكن ما يقلقه حقا هو كيف سيتصرف الامريكيون. كم سيكونون ضالعين وفي صالح أي طرف.وهو يرد الادعاء بانه جاء الى واشنطن فقط كي يلقي بالذنب عن الفشل على الطرف الاخر. في لعبة الذنب، يقول، يوجد خاسرون فقط.

 

يديعوت 1/9/2010

الانتفاضة تحدث من تلقاء ذاتها

 

دان مرغليت

 

2010-09-01

 

قتل المسافرون الأربعة الذين كانوا في السيارة عند مدخل كريات اربع. الخليل لم تفاجأ. المفاجىء هو ان هناك من فوجىء. فالكل يعرف ان محاولات القيام بعمليات مشابهة سترافق ايام اجتماع بنيامين نتنياهو وابو مازن في واشنطن. ينبغي التعلل بالامل في أن تحبط حالة التأهب العالية لدى محافل الامن الارهاب المستقبلي بنجاح.كما انه لا يوجد عنصر مفاجىء في الجدال الذي ثار أمس بين محافل فلسطينية ومغفلي الاسم حول من المسؤولين عن القتل. في الساعات الاولى تبرر كل المنظمات النار ولكنها تبتعد عن الاخذ بالمسؤولية. بعد ذلك يتغير موقفها. التمييز بينها ليس حاسما. فمحافل الامن تعرف على مدى كل الفترة الاخيرة، الهادئة للوهلة الاولى، بان ليس كل اعضاء م.ت.ف ـ فتح راضين عن التعاون لمنع الارهاب بين الجيش الاسرائيلي وبين السلطة الفلسطينية في رام الله.هذه مصيبة فظيعة لا تفترض فقط مطاردة فلسطينية للقتلة بل وتسمح لنتنياهو ايضا بان يستخدم الادعاء بانه لا يزال ليس هناك تسليم فلسطيني كامل بوجود اسرائيل، بل ولا اتفاق على حل الدولتين للشعبين. العالم سيفهم، ربما، بشكل افضل، الحذر والبطء اللذين تبديهما القدس في نثر التنازلات لأبو مازن.الجواب على القتل ليس في تبني موقف النائب اوري ارئيل من اليمين الصرف، في أنه يجب وقف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية. ليس فقط صيانة لكرامة المضيف ـ الولايات المتحدة ـ بل لانه في حملة اعلامية فهيمة يمكن لاسرائيل أن تشدد التهديد على السلام الذي يعشعش في الجانب الفلسطيني.لقد وعد نتنياهو بانه يقصد بجدية وانه سيفاجىء، ولولا انه سعى لتعزيز هذا الانطباع لما كان بعث بايهود باراك الى لقاء سري مسبق مع ابو مازن على الاراضي الاردنية، وهو الحدث الذي تسرب بالذات من الجانب العربي، وثمة في ذلك شأن خاص. لقاءات سابقة من هذا النوع لا تعقد الا اذا طرحت في اثنائها وعود مشروطة، على الاقل.الحدث أمس ليس فظيعا بحد ذاته فقط بل فيه عنصر قابل للاشتعال او الانفجار، من شأنه أن يعصف بالمناطق على مدى فترة طويلة. بعض من المستوطنين لن يمر عن القتل مرور الكرام. القتل واعمال القتل المضاد من شأنها ان تصبح من نصيب اليهود والفلسطينيين في منطقة الخليل على نحو يومي فتنتشر ايضا الى السامرة، وتؤدي الدينامية من تلقاء نفسها الى احداث غربي الخط الاخضر.هذا هو الخطر الحقيقي، وهو لن يتضح الا بعد أن يعود الزعيمان من امريكا البعيدة الى الديار.القيادات لا تقرر المبادرة الى انتفاضات. فهذه تحدث من تلقاء ذاتها، ولن يكون ممكنا ابدا ان نعرف أيا من اعمال الارهاب ستشعلها.

 

اسرائيل اليوم 1/9/2010

 

رد على الوف بن

 

لم يفسدني الاحتلال!

 

جدعون ليفي

 

2010-09-02

 

خدم العريف ألوف بن في زمانه في الشرطة العسكرية في لبنان. كشف ها هنا أمس، في شجاعة تستحق الذكر، عن روتين خدمته العسكرية ('عندما كنت عيدن افرجيل'). كبل أياديَ كثيرة لا تحصى وغطى عيونا بالجملة، وقاد الكثيرين من السجناء الى سجنهم. ورأى معتقلين يأكلون منحنين، أيديهم مربوطة من الخلف، 'كالكلاب' كما قال، وشم رائحة عرقهم وبولهم. أراد بن ان يزعم ان الجميع فعلوا هكذا، من عشرات آلاف جنود جيش الاحتلال على اختلاف أجيالهم، ولهذا لم يزعزعه عمل الجندية عيدن افرجيل. اليكم تعليلا اخلاقيا مشوها لكنه بدائي على نحو مخيف: هذا ما يفعله الجميع ولهذا فلا بأس به. 'لم أر ذات مرة حالات شاذة'، كتب بن، بعد أن وصف على الفور طعام المعتقلين ـ الكلاب الفظيع؛ 'لم يفسدني الاحتلال'، كتب من غير أن يطرف له جفن بعد ذلك.يا محرري الممتاز وصديقي الجيد ألوف بن، إن مقالتك هي البرهان الخالد على مبلغ فسادك، وأشد من ذلك إنها برهان على مبلغ انك لا تعلم حتى بذلك. لم أعرف ولم أسأل من المعتقلون ولماذا اعتقلوا على هذا النحو، بل إن انحناءهم لتناول الطعام مكبلين قد اعتبرته، أنت الجندي الذي قرأ أوري افنيري في شبيبته، أمرا طبيعيا، لا شاذا اخلاقيا مخيفا. وماذا يريدون حقا من جندي شاب مغسول الدماغ؟المشكلة أن هذا لا يعد عندك شاذا حتى اليوم، في نظرة ناضجة الى الوراء. لماذا؟ لأن هذا ما فعله الجميع. 'لم يجعلنا الاحتلال جناة مخالفين للقانون'، كتبت بنقاء ضمير. أحقا؟ كبلتم عبثا آلاف الناس بلا محاكمة، في ظروف مهينة، مع احداث آلام جعلتهم يصرخون على حسب شهادتك. أليس هذا فقدانا لصورة الانسان؟لم أعد الى البيت لأشغب في الشوارع ولا لأنكل بالعجزة، تكتب، وهذا حسن ـ لكنك سكت. كنت مشاركا كاملا في الجريمة، بل إن ضميرك لا يعذبك. حاول أن تفكر لحظة في آلاف المعتقلين الذين كبلتهم وأذللتهم وعذبتهم. في حياتهم منذ ذلك الحين، والصدمات والندوب التي يحملونها، والكراهية التي غرستها فيهم. فكر الان في نفسك، أيها الجندي الذي نضج، وأصبح صاحب عائلة وصاحب عمود صحافي معتبر، ومحررا ليبراليا من جميع جوانبه، ذا آراء مستقلة مستنيرة. هل يمكن أن تكون مصابا اليوم بعمى أكبر مما كنت مصابا به في شبيبتك؟هذا ما فعله الجميع اذن؟ قدمت اسهاما مهما لـ 'نكسر الصمت': فها هو ذات الدليل على ما يحدثه الاحتلال في المحتل الذي لا يميز الحمل القبيح الذي يحمله فوق ظهره. إن المحتل كما وصفته ظاهرة خطرة؛ والمحتل الذي يشعر على نحو جيد جدا وهو في آن مع نفسه ومع أفعاله في الماضي أمر يستحق محاسبة النفس اللاذعة.'عندما كنت عيدن افرجيل' هي مقالة مهمة. فهي تكشف بنزاهة عما لا يريد أكثرنا الاعتراف بوجوده. لا يمكن أن نقول في المقالة إنها اكذوبة ودعاية، ولن يجرؤوا على أن يعيبوا كاتبها بأنه 'كاره لاسرائيل'. فقد كان جنديا مخلصا في جيش الاحتلال الذي كانت هذه (وما تزال) افعاله الآثمة.لكن العبرة التي استخلصها بن من خدمته العسكرية قد تكون الأكثر إحداثا للقشعريرة: 'يفضل أن تكون الآسر لا الأسير... ويفضل أن تقيِد لا أن تقيَد. ويفضل أن تحرس المعتقل وأن تمضي بعد ذلك الى غرفة الطعام، لا أن تأكل منحنيا مكبل اليدين في قاعة نتنة'. هذا هو عالم الجندي الاسرائيلي المتقاعد ذي الصبغة الواحدة: إما قهار وإما ضحيته. وماذا عن الامكان الثالث: أي لا هذا ولا ذاك؟ لأنه يوجد في العالم ايضا غير قليل من اولئك الذين لا يعذِّبون ولا يعذَّبون، ولا يحتلون ولا يحتلون. وقد امحوا تماما من صورة العالم الضيقة المشوهة على نحو مخيف التي تدخلها اسرائيل في أدمغة جنودها.أراد بن ورفاقه الجنود فقط أن يكونوا في 'الجانب القوي' وليمض الجانب المحق الى الجحيم. من يجبر الناس على أن يأكلوا كالبهائم ليس هو الجانب القوي. ان بن لا يدرك حتى بعد سنين ما الشيء المرفوض الذي كان فيه.

 

هآرتس 2/9/2010

 

كهرباء ذرية بأسلوب هندي

 

يوسي ميلمان (سري)

 

2010-09-02

 

اسرائيل معنية منذ منتصف السبعينيات ببناء مفاعل ذري لانتاج الكهرباء، بل إن لجنة الطاقة الذرية وشركة الكهرباء حددتا موقعا مناسبا من جهة جيولوجية (منطقة يقل فيها خطر الزلازل) ـ حلوتسا في النقب. على حسب استعراض الاحتمال ذلك، يمكن أن ينشأ في حالوتسا أربعة مفاعلات ذرية بطاقة انتاجية تبلغ الف ميغا واط لكل واحد. تكلفة كل مفاعل أكثر من مليار دولار.زادت الرغبة في بناء هذه المفاعلات في المدة الأخيرة، على خلفية الطلب الزائد للطاقة الذرية النظيفة على أن تكون بديلا من احتياطيات النفط والغاز المتضائلة في العالم (رغم الكشوف في سواحل اسرائيل).المشكلة أن اسرائيل لا تملك القدرة، والعلم، والتقنية، والتجهيز والنفقة لبناء المفاعل بقواها الذاتية. ولما كانت لم توقع على الميثاق الدولي لمنع نشر السلاح الذري، فلا يحل للدول التي تملك التقنية والعلم، وفيها الولايات المتحدة، أن تبيعها مفاعلا او تساعدها على انشائه.لكنهم في القدس يؤملون أن تعاملها الولايات المتحدة على حسب 'المخطط الهندي'. فالحديث عن اتفاق وقع في الماضي بين ادارة الرئيس جورج بوش وحكومة الهند، عن دوافع استراتيجية، جعلت فيه الولايات المتحدة الهند 'شاذة' وباعتها تقنية وعلما ذريا رغم أنها موقعة على ميثاق منع نشر السلاح الذري. وافقت نيودلهي عوض ذلك على اخضاع منشآتها الذرية المدنية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ما تزال المنشآت العسكرية خارج مجال الرقابة. تؤمل اسرائيل أن تجعل الولايات المتحدة اسرائيل 'شاذة' في أعقاب السابقة الهندية، وأن تظل ديمونا منشأة سرية بلا رقابة.قال عوزي عيليم، الذي كان المدير العام للجنة الطاقة الذرية في المدة الاخيرة في مقابلة صحافية مع اليكس دورون من موقع الانترنت 'اخبار الطاقة'، أنه بحسب أقصى علمه 'توجد موافقة بل حتى اتفاق ما مع اوباما، فحواه ان الولايات المتحدة هي التي ستزود المحطة او المحطات بالمفاعلات على حسب المخطط الذي استعملوه مع الهند'.وقال عيليم إن 'الولايات المتحدة عبرت عن استعداد لبذل جهد لاقناع منظمة الدول التي تزود المفاعلات الذرية لانتاج الكهرباء بالتقنيات، بأن تنطبق السابقة المتميزة الهندية على وجه الدقة، على اسرائيل في كل ما يتعلق بالكهرباء، أي لن تكون حاجة الى التوقيع على نفس الميثاق الاشكالي الذي موضوعه عدم نشر السلاح الذري. وسيكون تحدي الامريكيين اقناع تلك المنظمة الدولية، من المزودات بالتقنيات الذرية، بالموافقة على أن تطبق على اسرائيل الاتفاق الذي عقد مع الهند. في مدى علمي وفهمي، يميل اوباما اليوم الى تطبيق هذه الحالة الشاذة على اسرائيل ايضا، وهو يباحث نتنياهو في ذلك'.رغم كلام عيليم هذا يمكن أن نفترض ألا يوقع اتفاق كهذا بين الولايات المتحدة واسرائيل سريعا بسببين على الأقل: الاول، لان ذلك سيمس بالجهد الامريكي لتشديد العقوبات التي ترمي الى وقف برنامج ايران الذري، والثاني لان الادارة ستقرن كل افضال مفرط كهذا على اسرائيل بأن توافق هذه على نقض المستوطنات والتوقيع على اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

 

هآرتس ـ 2/9/2010

 

مسرح-تمويل اجنبي

 

'مقاطعة المال'

 

نداف هعتسني

 

2010-09-02

 

ذكرتنا مبادرة مقاطعة المسرح في اريئيل أين نعيش ومع من. تذكرنا طابع المقاطعات ومبتدعيها، التي كانت ترى في البدء على أنها منشور حالم غير مضر يقاطع المستوطنين 'فقط'، وقد تجعل دولة اسرائيل اليوم مقصية. لكن ذوبان مقاطعة الممثلين وانطواءهم نفسه يأتينا بإدراك مهم آخر وهو أن الدعوة الى المقاطعة تلاشت في واقع الأمر بسبب رد الساسة الشديد الذين بينوا أنه لا يوجد مال اذا وجدت مقاطعة.بادر مديرو المسارح العامة الى الالتزام بأن يعرضوا في اريئيل، وكذلك عدد من موقعي رسالة المقاطعة. تبين مرة أخرى أن الأوراق النقدية ترسم حدود العقيدة في هذا الجانب من الخريطة السياسية. أما الجانب الثاني من قضية الاوراق المالية نفسها فقد يكون أهم: فنحن نخضع منذ سنين لتأثير كثيف، معلن وخفي، لحكومات ومنظمات أجنبية ومعادية. وهي تنفق على حملات دعائية وتبادر الى اجراءات قانونية واجراءات عامة، مع تقديم مصدر العيش لآلاف الاسرائيليين الاجلاء الذين يعملون بواسطة مالها.إن هدف الحكومات الاجنبية ان تقوض وتغير بقوة المال النقد هو من المواقف الاساسية لأكثر الجمهور الاسرائيلي، ونمكنهم نحن لسبب ما من الاستمرار على ذلك. وهكذا، في هذه الايام، مع التمهيد للقمة في واشنطن، نجمت عندنا حملة عزيزة تقود تنظيما يسمى 'مبادرة جنيف'. إن اسرائيليين أجلاء مثل يوسي بيلين وغادي بلتيانسكي يقودون الحملة الدعائية الكاذبة الانتحارية هذه، التي تحاول اقناعنا بالاستغناء عن جميع ممتلكاتنا لانه 'يوجد لنا شريك'.تناقض حملة غسل الدماغ الجديدة ـ القديمة هذه وجه الواقع المبرهن عليه، لكن الحقائق لا تهم يهودا خلاصيين مثل يوسي بيلين الذي لم يعد يهمه ذلك. ما يهم هو أن جوهر عمل شركة 'ح. ل .تربية' التي تقود مبادرة جنيف، مثل جهات أخرى بقيادة يوسي بيلين، تنفق عليها حكومات الاتحاد الاوروبي وجهات أجنبية أخرى.نشر الى جانب مبادرة جنيف في يوم الاربعاء اعلان كبير في الصفحة الاولى من صحيفة 'هآرتس' يحاول أن يضغط على رئيس الحكومة. تسمى الجهة الموقعة على الاعلام 'مجلس السلام والأمن'، ونجحت في الماضي في أن تؤثر كثيرا في مسارات عامة وقانونية مصيرية. تزعم هذه الجهة في نشراتها أنها تعمل بلا أية مصالح أجنبية، لكنها غادرت أخيرا فقط بغضب نقاشات في موضوع جدار الفصل في المحكمة اللوائية في تل أبيب، بعد أن أمرت بالكشف عن مصادر تمويلها.فضّل المجلس ألا يكشف عن الدعم الكثيف الذي يتلقاه مباشرة أو غير مباشرة من حكومات ومنظمات أجنبية. بواسطة صندوق اسرائيل الجديد و ECF، بقيادة يوسي بيلين، يصل الى المجلس تمويل كثيف من حكومات ومنظمات أجنبية، مثل الاتحاد الاوروبي وصندوق فورد. ومثل مبادرة جنيف ومجلس السلام والأمن ما كانت عشرات المنظمات الاخرى التي تؤثر تأثيرا عظيما في حياتنا لتستطيع البقاء بغير هذا المال الاجنبي المنحاز. إن الاعلانات، وأجور المسؤولين الكبار، والاستئنافات الى محكمة العدل العليا، كل ذلك يكمن في أوراق النقد الاجنبية.وكذلك ايضا جمعية حقوق المواطن، وبتسيلم، وسلام الآن، وصندوق اسرائيل الجديد، ونكسر الصمت، وعدالة وغيرها. رغم أنه ينشأ في المدة الاخيرة نقاش عام في هذا الموضوع، ما زلنا نمكن الأوراق المالية الاجنبية من النفقة بلا نهاية على النشاطات المعادية لاسرائيل التي تغير وجه الدولة وتعرض مستقبلها للخطر. لا توجد دولة في العالم كانت تمكن من استمرار وجود الدسيسة السياسية المنهجية هذه بلا تدخل. ولهذا، كما في قضية مقاطعة اريئيل، يكمن المفتاح في المال ويجب وقف هذا المال الاجنبي الحكومي والتنظيمي.

 

معاريف 2/9/2010

 

ا-ب-يهوشع و عاموس عوز و عريضة وقعاها بعدم العرض في مستوطنة ارئيل

 

ومقال مناهض لهم يدعو لعدم المقاطعة

 

حركة الحرية

 

أودي منور

 

2010-09-02

 

ينبغي أن نرى عريضة الاحتجاج على تقديم العروض في دار الثقافة في اريئيل، التي وقع عليها من جملة من وقع كبار أدبائنا (يهوشع، وعوز وغروسمان)، على أنها استئناف مباشر للجدل المستمر في الحرية الاكاديمية. من شديد العجب والأسف والقلق، يبرز الميل الى رؤية الحريات الثلاث: حرية الضمير وحرية التعبير والحرية الاكاديمية على أنها سواء، في حين ان الحديث عن ثلاثة أمور مختلفة بل متناقضة أكثر من مرة.منذ أصررت على رأيي اليساري قبل اكثر من ثلاثين سنة، غضبت على التهمة الدائمة لـ 'الاعلام اليساري' و'الاكاديمية اليسارية' و'البوهيمية اليسارية'. إن عميداً كبيرا فقط او من يجهد نفسه حقا في أن يدفن رأسه في الرمل لم ير السبب للميل المعيب الى البلبلة بين هذه الحريات الثلاث ألا وهو 'الاحتلال'.إن حرية التعبير محفوظة للجميع: للحريديين من مؤيدي ايران وللعلمانيين من مؤيدي عنات كام، ولمشجعي البيتار ولمشجعي سخنين، ولاصحاب الردود الحماسية وكتاب المقالات المتزنة. بيد أن حرية التعبير تستعملها نخب ذات برامج سياسية واضحة جدا على أنها منزلة وسطى تربط بين حرية الضمير البوهيمية وبين الحرية الاكاديمية.ففي حين يحققون حرية التعبير الى درجة تبلغ حرية الضمير التي تمنع من العرض 'في المناطق المحتلة'، يحقق زملاؤهم حرية التعبير الى درجة الحرية الاكاديمية التي تبيح اطلاق أكاذيب عن تاريخ الصهيونية والصراع، ويدعون باسم تلك الاكاذيب الى القطيعة مع اسرائيل التي تشتمل على أماكن عملهم.تنبغي العودة الى عمل تفريقات مجدية: إن حرية التعبير هي تلك الحرية المقدسة، التي لا ينبغي المس بها تقريبا ولا يكاد يوجد حقا من يمس بها حتى عندما يكون ضررها السياسي كبيرا. وكما في كل دولة ديمقراطية، تمتنع سلطات القانون في اسرائيل ايضا عن اغلاق الافواه الا عندما تبلغ الأمور حد التحريض والاخلال بالنظام العام. ان حرية التعبير في اسرائيل بالقياس بدول أخرى واسعة جدا بل ربما جدا جدا.إن حرية ضمير الفنانين والمبدعين هي استمرار لحرية التعبير. بيد أنه بخلاف مشجع كرة القدم الذي يبيح لنفسه باسم حرية التعبير أن يصيح صيحات أو يطلق شتائم، يعلم أناس الحياة العامة مثل عاموس عوز أنهم فوق الشعب، وهم يتصرفون كأنهم فوق الشعب، ويهتمون بأن يعلم الجميع ذلك. بعبارة أخرى ومع فرض أن وضع الحشد البشري القديم لـ 'الغوغاء' و'النخب' سيظل على ما هو في الأجيال القادمة، فانه لا شك في أن ليس حكم التعليق في الانترنت المناصر لغلعاد شليط كحكم التوقيع المغطى اعلاميا للاديب عاموس عوز على عريضة تقاطع اريئيل.أجل، يحل لعاموس عوز و لـ أ.ب يهوشع ان يوقعا على عرائض وان يعبرا بذلك عن موقفهما من اريئيل، أي من 'الاحتلال'. لكن التبسيطية المغضبة ربما في شعار شرعي مثل 'أين الحاكم الذي يحرر غلعاد؟'، تصبح تبسيطية محرجة عندما يواصل أناس في منزلة يهوشع وعوز السلوك العام وكأنهما إذا أدارا ظهريهما لاريئيل فان 'الاحتلال' سيختفي.والحرية الاكاديمية آخر الامر. لم تكن هذه من أجل الاحتجاج. بل كانت من أجل البحث عن الحقيقة. وهي مهمة صعبة يعفى منها المواطنون البسطاء الموقعون على العرائض أو الذين يصرخون صرخات، وكذلك الادباء الكبار الذين وكلت اليهم أعمال التخييل والفن. إن من يحتمل تبعة المهمة السامية التي هي المحاسبة العلمية لكل أمر وكل شأن ـ مثل وضع الماء ووضع الريح ووضع الفلسطينيين ـ لا يستطيع أن يسلك مثل أبسط المواطنين أو مثل مترفي الادباء. ليس البحث تعليقا في الانترنت كما أنه ليس عريضة أيضا.

 

معاريف 2/9/2010

 

 

ماذا لو نجحت المفاوضات؟

 

عبد الباري عطوان

 

2010-09-03

 

كان المرحوم جمال الصوراني (ابو عمر) عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية يجسد 'الحكمة' في قراراته ومواقفه، ويكفي انه حصل على ليسانس الحقوق من الجامعة الامريكية في بيروت، عندما كان اهل قريتي يذهبون الى مدينة يافا (ايام عزّها) من اجل فك طلاسم رسالة مكتوبة تصل اليهم من الحاكم البريطاني، او ادارته، لان غالبيتهم الساحقة كانوا اميين. الرجل كان الى جانب حكمته، يتمتع بالظرف، وسرعة البديهة والنكته المعبرة، وهذا ما يفسر حرص الرئيس عرفات على ان يكون احد ابرز رفقائه في معظم سفراته الخارجية.مناسبة حديثنا عن المرحوم الصوراني واقعة قد تلخص لنا حقيقة المواقف الفلسطينية والعربية بل والدولية تجاه المفاوضات المباشرة التي انطلقت رسمياً يوم امس الاول، ففي احد ايام شهر كانون الاول/ديسمبر عام 1990، اي بعد اربعة اشهر على غزو القوات العراقية للكويت، وتصاعد المؤشرات على احتمال حدوث عدوان امريكي على العراق انتقاماً و'تحريراً' للامارة، زار وفد فلسطيني برئاسة المرحوم الشهيد عرفات بغداد وكان السيد الصوراني عضواً في الوفد، فبادر الرئيس صدام حسين الى اقامة مأدبة غداء على شرفه، اي الوفد. واثناء الغداء اسهب الرئيس العراقي في وصف قوة العراق وثقته في صد اي عدوان امريكي، وهزيمته.المرحوم الصوراني لم يتحل بفضيلة الصمت، او هزّ الرأس تأييداً وتأكيداً، مثل الاعضاء الآخرين في الوفد، فبادر الى توجيه سؤال للرئيس صدام: 'سيدي الرئيس انا لا أشك بكل كلمة قلتها حول قوة العراق.. ولكن افرض.. مجرد الافتراض ان العراق هُزم، حتى لو كان هذا الاحتمال اقل من خمسة في المئة، هل حسبتم حساب ذلك؟.. الرئيس الذي فوجئ بالسؤال رد بأن العراق سينتصر (وكان يبني حساباته على ان امريكا لن تهاجم العراق، وقال لي عرفات شخصياً ان جهات كبرى، رفض ان يسميها، اكدت له اي لصدام ذلك)، وطمأن الحضور بنبرة واثقة. وهنا قال السيد الصوراني سيدي الرئيس انا اقول افرض.. افرض.. وهنا لكزه الرئيس عرفات في ساقه من تحت الطاولة، طالبا منه الصمت بعد ان لاحظ امتعاض الرئيس صدام (الاستاذ عبدالله حوراني احد شهود هذه الرواية).النغمة السائدة حالياً في اوساط النخبة السياسية والشارع الفلسطيني في آن، وبعض الصحف العربية، تعكس رهانا على فشل المفاوضات المباشرة، ويكاد يجمع الجميع على هذه النتيجة، ويسردون القرائن التي تؤكد وجهة نظرهم هذه، ونحن معهم، ولكن ماذا لو حدث العكس، وتمخضت المفاوضات عن تسوية رغم ضعف هذا الاحتمال؟ وجرى فرضها بالقوة، والتواطؤ العربي، والقمع الاسرائيلي، والجبروت الامريكي، على الفلسطينيين، وبعد عرضها على مجلس الامن الدولي واعتمادها كتسوية دولية؟ فهل هناك خطة، لدى حركات المعارضة، والرافضين لهذه المفاوضات، لمواجهة مثل هذا الاحتمال الكارثي في حال جاءت هذه التسوية التي لا توفر الحد الادنى من المطالب الفلسطينية؟قد يجادل البعض بأن اتفاقات اخرى جرى توقيعها وفشلت، او جرى افشالها، وان الفلسطينيين صمدوا في كامب ديفيد عام 2000، ورفضوا الضغوط الامريكية، فلماذا لا يتكرر الشيء نفسه هذه المرة ايضاً. فلماذا القلق والتطيّر، واطلاق صرخات الهلع والعويل مبكراً، وبعد يوم واحد من بدء المفاوضات؟الرئيس عباس يتبنى استراتيجية واضحة، ملخصها انه لن يقول 'لا' لامريكا حتى لا يُتهم بانه الطرف المسؤول عن افشال المفاوضات، والعملية السلمية بالتالي، ولهذا قرر الذهاب الى واشنطن، والمشاركة في المفاوضات المباشرة متنازلاً عن كل لاءاته السابقة، وقال في تصريحات ادلى بها في اليمن (واحدة من الدول القلائل التي تستقبله حالياً) انه لن يخسر شيئاً اذا ما ذهب وفشلت المفاوضات.الامريكيون يعرفون هذه الاستراتيجية، ونتنياهو يحفظها عن ظهر قلب، ولذلك يضغطون عليه وهم مطمئنون انه سيرضخ في النهاية لاملاءاتهم،فنتنياهو اصر على المفاوضات المباشرة، وكان له ما أراد، وتشدد في ضرورة الذهاب دون شروط مسبقة او مرجعية للمفاوضات، وحصل على ما طلب، واشترط ان تكون المفاوضات بينه وبين الرئيس عباس كل اسبوعين وفي جلسات مغلقة، فلم يجد غير السمع والطاعة، ولم يبق الا طلب واحد، مؤجلة الاجابة عليه، وهو اعتراف السلطة باسرائيل كدولة يهودية، وستتم تلبية هذا الطلب بالقياس لما حصل في الطلبات السابقة.نتنياهو سيخرج فائزاً في حال فشل المفاوضات او نجاحها، فاذا فشلت فهذا يعني انه لم يقدم اي تنازلات للفلسطينيين، الامر الذي سيجعله بطلاً في اوساط حلفائه وائتلافه، واذا نجحت فانها ستنجح بشروطه، اي الحفاظ على القدس موحدة مع تنازلات شكلية طفيفة، والاعتراف بيهودية اسرائيل، ومتطلباتها الامنية اي السيطرة على حدود الدولة المنزوعة السلاح مع الاردن.الرئيس عباس سيخرج خاسراً في الحالين، الفشل او النجاح. فالفشل يعني عدم تعاطيه بايجابية مع الشروط الامريكية التي هي اسرائيلية في الاساس، مما قد يؤدي الى اسقاطه من السلطة ورئاستها، واستبداله بشخص آخر 'اكثر تجاوباً' (سلام فياض مثلاً) او حل السلطة من الاساس. اما نجاحه في الوصول الى تسوية، ودون تفويض شعبي او مؤسساتي فلسطيني مثلما هو حاصل حالياً، فهذا يعني 'تخوينه' وربما التمرد عليه داخلياً، ان لم يحدث ما هو اكثر من ذلك.صحيح ان الرئيس عباس يحظى بغطاء عربي يتمثل في حضور الرئيس المصري حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبد الله لحفل تدشين انطلاق المفاوضات، وبيان سعودي بمباركة هذه الخطوة، ولكنه غطاء واحد مفروض بالترهيب ايضا وكل يشارك لاسبابه واجنداته التي لا علاقة لها بالاجندة الفلسطينية على اي حال، واذا وجدت هذه العلاقة فبشكل ضعيف ولكن ما يحتاجه الرئيس عباس هو الغطاء الفلسطيني، وهو ما يفتقده حالياً. فعرفات فضل الغطاء الفلسطيني على الغطاء العربي، ولهذا خرج بطلاً من كامب ديفيد، ودخل التاريخ كأحد اعظم شهداء القضية العربية والاسلامية، وغفر له الكثيرون معظم اخطائه.هناك خطران كبيران يواجهان الشعب الفلسطيني من جراء الانخراط في هذه المفاوضات المباشرة، وما قد يتمخض عنها:الاول: تغييب الشعب الفلسطيني بالكامل عن هذه المفاوضات، فهي ستكون في معظمها سرية ومغلقة بين عباس ونتنياهو، مثلما حدث في الاجتماع الاول في واشنطن، ولا احد يعرف ما دار بينهما بمن في ذلك المرافقون 'الاربعة المُبشرون بالدولة'. فماذا يطبخ عباس مع نتنياهو في الغرف المغلقة لا احد يعرف غيرهما.الثاني: تأكيد عباس بانه سيطرح ما يمكن ان يتوصل اليه من اتفاقات على الشعب الفلسطيني في استفتاء عام. فالسؤال هو كيف سيتم هذا الاستفتاء، وهل سيشمل اهالي غزة، او الفلسطينيين في الشتات الذين هم اكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني وكيف، وما هي الضمانات بعدم تزويره، وشاهدنا ديمقراطية السلطة في انصع صورها من خلال الاعتداء بالضرب على حلفائها والشخصيات المستقلة الداعمة لها اثناء ندوة النادي البروتستانتي في ميدان المنارة في رام الله.نضال الرئيس عباس والمجموعة المحيطة به بات محصوراً حالياً في مسألة تمديد تجميد الاستيطان في القدس المحتلة والضفة الذي ينتهي في 26 من الشهر الحالي، فماذا لو جرى 'نحت امريكي' مرفوق بضغوط لصيغة ما لتجاوز هذه المسألة، بحيث يستمر الاستيطان في مناطق ويتوقف في مناطق اخرى؟نحذر من امكانية التوصل الى تسوية منقوصة ومفروضة لان هناك مخارج عديدة لتزوير الحقائق، فماذا لو قال لنا صائب عريقات ان كل ما فعله الرئيس عباس هو القبول بما قبله الرئيس عرفات في كامب ديفيد، مع بعض التعديلات البسيطة مثل الالتفاف على مسألة السيادة في القدس، مضافاً الى ذلك ان الظرف الدولي تغير، وان الفلسطينيين في وضع ضعيف، وبدون غطاء عربي لنضالهم بعد ان تخلى عنهم العرب كلياً وتركوهم وحدهم يقررون شأنهم. طبعاً لن يذكرنا احد بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل وعن العرب بالذات الذي كان موضع فخر للمنظمة وجماعتها.حركة 'حماس' ارادت ان توصل رسالة قوية عشية انطلاق المفاوضات من خلال العملية الفدائية الموجعة في الخليل، مفادها 'نحن هنا'، ولكن السؤال المشروع الذي يطرحه الطرف الآخر هو: اذا كانت الحركة قادرة على تنفيذ عمليات ضد اهداف اسرائيلية في الضفة في الوقت والمكان اللذين تشاء، فلماذا تأخرت ثلاث سنوات على الأقل، ثم لماذا لم تتزامن هذه العملية مع اخرى من قطاع غزة، مثل استئناف الصواريخ مثلاً؟ندرك جيداً ان لحركة 'حماس' اسبابها، مثلما ان لها ردودها ومبرراتها. ولكن نرى من حقنا ان نسمع اجابات مقنعة على هذه التساؤلات المطروحة في الشارع.ولعل النقطة الاخرى التي تستحق التوقف عندها هي الصمت السوري الرسمي على المفاوضات المباشرة، فباستثناء مقالات افتتاحية في بعض الصحف السورية تندد بها، لم نسمع مسؤولاً سورياً واحداً اعطى رأيه بها على غرار ما فعلته ايران ورئيسها.ثلاثة عشر فصيلاً فلسطينياً اجتمعت في دمشق واتفقت على تصعيد المقاومة في الاراضي المحتلة كرد على المفاوضات المباشرة، هذا قرار جميل، ولكن المفروض ان تتصاعد هذه المقاومة لان هناك احتلالاً وبغض النظر عن عقد مفاوضات مباشرة او عدمه.العملية الفدائية الانجح والاكثر تأثيراً في المفاوضات المباشرة ورعاتها والمشاركين فيها هي التي يمكن ان تنفذها كل من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية، وتتمثل في اعلان الانسحاب من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، او تجميد هذه العضوية ومقاطعة اجتماعات اللجنة حتى يتم اصلاحها بحيث تضم فصائل المقاومة الفاعلة وتكون اكثر تمثيلاً للشعب الفلسطيني. فالانسحاب او التجميد سيسحب شرعية التفاوض باسم الشعب الفلسطيني من الرئيس عباس.

 

الجبهة الشعبية اعلنت انها تدرس مسألة تجميد عضويتها في اللجنة قبل ايام، ونأمل ان لا تستغرق هذه الدراسة اشهراً او سنوات. فالمسألة لا تحتاج الى دراسة، خاصة بعد ان تعرض مسؤولون فيها للضرب والاهانة، عندما قرروا معارضة المفاوضات المباشرة في ندوة النادي الارثوذكسي.يجب ان نعترف بان ما افشل اتفاقات اوسلو بروز البديل الفلسطيني المقاوم (حركات المقاومة الاسلامية الى جانب كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح) ورفض اسرائيل تنفيذ هذه الاتفاقات. ولذلك لا بد من استيعاب هذا الدرس، والعودة الى الانتفاضة، خاصة في الضفة الغربية المحتلة كرد على السلام الاقتصادي ومشروع اعلان دولة مسخ يجرى الاعداد له حالياً من خلال هذه المفاوضات.العالم الغربي ليس مؤسسة خيرية تتعاطف مع الضعفاء، وانما هو عالم لا يتحرك الا اذا تهددت مصالحه الاستراتيجية، فقد صمت بشكل مخجل على قطاع غزة، ولم يتحرك ضد الحصار الا بعد مجزرة سفن الحرية، وادانة اسرائيل عالمياً كدولة مارقة، وبدء عملية نزع الشرعية عنها.الولايات المتحدة القوة الاعظم في العالم لم تهرب من العراق تحت جنح الليل الا بسبب المقاومة، وهي تستعد للتسليم بهزيمة اخرى في افغانستان بسبب شجاعة الطالبان ورغبتهم الجامحة بالتضحية من اجل وطنهم.من العيب ان نذكّر الشعب الفلسطيني بهذه البديهيات وهو السيد في هذا الميدان، ومن العار ان يبحث البعض عن اعذار وحجج لتبرير استسلامهم او رضوخهم للامر الواقع السيئ والمهين، مثل عدم توازن القوى او غياب الدعم العربي.

 

هل يجرؤ نتنياهو؟

 

صحف عبرية

 

2010-09-03

 

كتبت هذه المقالة قبل مراسم الافتتاح في واشنطن وتنشر بعدها، والمشاركون يتجهون الى بيوتهم. لن يخاطر الكاتب المتفائل ويقرر أن القمة ستعد نجاحا. إنه يعتمد الان على عدد من الدلائل. ماذا تعني مثلا حقيقة أن هذه أول مرة لم يأخذ فيها بيبي زوجته سارة ومنع المصورين من ابتساماتها من الأذن الى الأذن في حين أتى الرئيس مبارك معه بابنه المرشح لوراثته؟ ألا يعني هذا أن مصر ستظل لاعبة مركزية في المسيرة؟ وكذلك أيضا الملك عبدالله الذي كف عن غضبه وقرر أن يكون مشاركا فعالا في التسوية.في مقابلة ذلك، الحاشية الضئيلة التي أخذها بيبي معه غريبة كثيرا ـ بخلاف مناحيم بيغن الذي لم يأت أمثال هذه اللقاءات دون وزير الدفاع ومستشارين يعلمون قراءة الخريطة. كل شيء الان في رأس شخص واحد، ألا وهو بيبي، الذي ألغى في اللحظة الأخيرة حتى مشاورة السباعية.لماذا يبدو الحفل جديا هذه المرة؟ بسبب نشاط باراك المحموم الذي يقتطع فيه لنفسه مبادرة بيبي، بلقاءاته السياسية والمقابلات الصحافية وأحاديث الخلفية مع وسائل الاعلام. أمن الصدفة أن يخرج عن طوره لمساعدة نتنياهو؟ أقد يكون ذلك علامة على أنه يدرك أنه اذا لم يخرج شيء من المسيرة كلها، فان العمل سيعتزل الحكومة، ويفقد حقيبة الأمن ويضطر الى العودة لكسب المال مثل مواطن عادي؟لماذا يوجد في كل ذلك مكان للتفاؤل؟بسبب العملية الدامية قرب كريات أربع. لأن من يقف وراء هذه العملية ينظر بجدية الى جهود الادارة لتحقيق فكرة دولتين للشعبين، ويحاول التشويش على احتمالات التسوية. ليس من المحقق أن ينجح 'اختراع الدماء' هذا وحده في احباط احتمالات التسوية.نشر مارتن اندك منذ زمن قريب، وهو الذي كان في الماضي سفير الولايات المتحدة في اسرائيل، مقالة متفائلة عن احتمالات التسوية. كتب أولا أن العنف في المنطقة في انخفاض. وثانيا أن نشاط البناء في المستوطنات تضاءل على اثر قرار التجميد. وثالثا أن الطرفين يؤيدان حل دولتين للشعبين. ورابعا لا يوجد الكثير مما يتفاوض فيه. فمنذ 17 سنة من اتفاق اوسلو بحثوا جميع المشكلات الحرجة. يذكر كلامه بنكتة معروفة عن سجناء مؤبدين مكثوا زمنا طويلا في السجن، بحيث أنهم بدل أن يكرروا النكت نفسها ذكروها بالأرقام.في مسيرة السلام مع مصر سمح للمراسلين الاسرائيليين الخمسة في واشنطن بأن يصحبوا الرئيس كارتر في رحلة مكوكية حاسمة في آذار (مارس) 1979 ـ القاهرة ـ القدس ـ القاهرة ـ قبل التوقيع على معاهدة السلام مع مصر. سأل محرر صحيفة 'هآرتس' في ذلك الوقت، غرشام شوكين، مراسل 'الجيروساليم بوست' وولف بلتسر هل يوقعون على معاهدة السلام؟ وأجاب بلتسر ان الرئيس ما كان ليقوم بهذه الرحلة لولا أنه على يقين من أنه سيكون هنالك توقيع. وهذا ما حدث. لكن اوباما مصوغ من مادة مختلفة. ففي حين كان كارتر وبيغن والسادات زعماء ذوي تصميم، لا يمكن أن نقول هذا في زعماء هذا العصر.كان لاسرائيل في مجال السلام أربعة زعماء غيروا وجه الواقع. كان الاثنان اللذان أنهيا ما بدأه بن غوريون بإنشاء الدولة وبيغن بالسلام مع مصر، والاثنان اللذان لم يكملا هما رابين الذي وقع على اتفاق اوسلو، وشارون الذي قرر خطوات من جانب واحد عندما أخلى غوش قطيف وخزن حلم أرض اسرائيل الكاملة. وقطع كلاهما عن الفعل قبل أن يكملا غايتيهما. إن عمل بيبي هو الأصعب. لماذا؟ لانه في كل مكان يطأه كان شخص آخر قبله. بحثت جميع الموضوعات الاشكالية، تبادل الأراضي، والموضوعات الأمنية بل وقضية القدس: فالاحياء العربية للفلسطينيين والاحياء اليهودية لليهود والحوض المقدس تحت الرقابة الدولية. إن موافقة بيبي على تجميد البناء في المناطق 10 أشهر، وقوله انه اذا وافق ابو مازن على الانفراد معه في حديث حميم فانه سيجد فيه شريكا يمكن التوصل معه الى مصالحة ـ ستضطر الى الثبات لامتحان النتيجة. ليس من الصدفة أن حددت القمة في واشنطن قبل انقضاء تجميد البناء في المناطق بـ 24 يوما وقبل انتخابات نصف الولاية بـ 61 يوما. من المهم جدا لاوباما في وضعه المتهاوي أن ينجح في تجديد محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين فضلا عن كون ذلك مهما لنا. وليست اسطورة أن يجرؤ نتنياهو.

 

هآرتس 3/9/2010