شاكر الجوهري
ارشيف الكاتب
نقولا ناصر
ارشيف الكاتب
فهد الخيطان
ارشيف الكاتب
مروان المعشر: حل الدولتين تلاشى وفرص نجاح المفاوضات ضئيلة
دعا وزير الخارجية الأردنية الأسبق إلى إشراك دول إقليمية ذات وزن في مفاوضات التسوية المباشرة التي انطلقت مؤخرا بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وقال وزير الخارجية الأسبق مروان المعشر إن الآمال المعقودة على نجاح المفاوضات بصورتها الراهنة والتي بدأت الأسبوع المنصرم في واشنطن، تبدو ضئيلة كما أنها لن تُحدث اختراقا في نهاية الأمر. واستبعد في مقال بصحيفة "ذي فايننشال تايمز" نشرته اليوم أن تُفضي تلك المحادثات بين طرفي التفاوض الحاليين وحدهما إلى حل يقوم على إقامة دولتين. ورأى أن "الوعد الأفضل" يكمن في تبني نهج جديد وشامل يغري أهم اللاعبين الإقليميين، بمن فيهم المملكة العربية السعودية وسوريا، بالمشاركة في المفاوضات.ومضى المعشر، الذي يشغل حاليا منصب نائب الرئيس للدراسات بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، إلى القول إن المفاوضات المباشرة تعاني من نقاط ضعف ثلاث. الأولى هي أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تولي أهمية لعملية التفاوض أكبر من جوهرها نفسه، ومن ثم فهي تغامر بالوقوع في فخ مفاوضات لا تنتهي، على حد تعبير الكاتب. وعلى الرغم من التصريحات المفعمة بالثقة –كما يقول المعشر- بإمكانية حل الخلافات الرئيسية خلال العام المقبل، فإن أمورا كثيرة تفصل بين الطرفين. والثانية هي أن اتفاق سلام ثنائيا لم يعد صفقة "مغرية" لأي من الجانبين، فإسرائيل ستجد من العسير عليها تقديم تنازلات مؤلمة تُعد ضرورية لإبرام سلام مع بعض الفلسطينيين فقط دون حركة حماس التي لا تشارك في المفاوضات، بينما السلطة الفلسطينية بحاجة إلى غطاء من العالم العربي الواسع لإقناع شعبها. أما نقطة الضعف الثالثة وهي أسوأهم جميعا فتتمثل في أن حل الدولتين لن يكتب له النجاح بعد اليوم. فعلى الرغم من المساعي الجادة لإقامة دولة فلسطينية، فإن هذا الخيار قد تلاشى فعليا مع انتشار المستوطنين الإسرائيليين في كافة أرجاء الضفة الغربية. ويشدد المعشر-استنادا إلى نقاط الضعف الثلاث تلك- على ضرورة التخلي عن نهج المفاوضات الثنائية، والسعي لعقد اتفاق شامل بين إسرائيل والدول العربية كافة تقوم على الشروط الواردة في مبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في مؤتمرها ببيروت عام 2002.وعَّدد المعشر مآثر اقتراحه القائم على إشراك الأطراف الإقليمية المهمة حيث خلص إلى القول إن من شأن مبادرة إقليمية كهذه أن تتيح لكلا الطرفين إيجاد تسوية للقضية تراعي مصالحهما القومية بدلا من الاعتماد على الضغوط لحمل الإسرائيليين والفلسطينيين على التحرك. كما أن من شأن المبادرة الإقليمية إلزام العرب على تحمل المسؤولية بممارسة الضغط على حركة حماس وحزب الله اللبناني، على حد قول المعشر.
(الجزيرة نت)
9/6/2010
Only a regional approach can bring Middle East peace
By Marwan Muasher
Published: September 5 2010 19:57 | Last updated: September 5 2010 19:57
مسيرة السلام: المصالحة التاريخية
يوسي بيلين
2010-09-06
اذا كان هدف ادارة اوباما حقا التوصل الى اتفاق اطار يتحقق في بضع سنين، فلا يوجد أي منطق لمنح هذا المسار سنة واحدة. يقتضيها اتفاق الاطار شجاعة سياسية توجب اتفاقا مفصلا، لأنه سيكون من الواجب بحسب التعريف أن يمس جميع موضوعات الصراع، لكنه لا يقتضي الزمن الذي يحتاجه الطرفان للتوصل الى اتفاق مفصل. سيوجب اتفاق اطار على الأطراف الكشف عن مواقفها الحقيقية في مرحلة مبكرة، وأن تفحص أنفسها وغيرها فيما يتعلق باستعدادها للتخلي عن جزء كبير من شعاراتها المعلنة، للتوصل الى المصالحة التاريخية التي تكلم عنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في واشنطن. إن ثلاثة اشهر من العمل الكثيف هي زمن طويل لتفاوض كهذا. الشيء الذي يصح فعله اذن أن يعلن سلفا بأن الحديث عن مسار كهذا وأنه سينقضي في مطلع كانون الأول (ديسمبر) وأنه سيكون في أثنائه تجميد كامل للبناء في الضفة الغربية.من المهم ضمان أن يمكث المتفاوضون في مكان بعيد عن أعين وسائل الاعلام والجمهور، وأن يصرفوا كل وقتهم لهذه المحاولة الصعبة، لا أن يكون ذلك هواية لساعات ما بعد الظهر ولا عملا يضاف الى اعمالهم الكثيرة الاخرى.يستطيع الاتفاق المرحلي ان يؤجل علاج مسائل كالقدس واللاجئين. وسيكون من الواجب على اتفاق الاطار أن يعالجهما معا لانهما الموضوعان الجوهريان الحقيقيان.وكيف يفترض ان يبدو الاتفاق؟لن يكون اتفاق دون تقسيم المدينة الشرقية. إن التقسيم الذي عرضه الرئيس كلينتون (ان تكون الاحياء اليهودية جزءا من السيادة الاسرائيلية؛ وأن تكون الاحياء العربية جزءا من السيادة الفلسطينية) هو الاكثر منطقية. وسيكون من الممكن الحفاظ على البلدة القديمة بصفتها منطقة مفتوحة مع سيادة متقاسمة ووصول كامل (الى جبل الهيكل تحت السيادة الفلسطينية، والحائط الغربي والحي اليهودي تحت السيادة الاسرائيلية). وامكان آخر (رفضه الفلسطينيون حتى الان) هو سيادة مزدوجة، اسرائيلية وفلسطينية على البلدة القديمة.يجب أن تحل مشكلة اللاجئين بغير ذكر لـ 'حق العودة'. يفترض أن تستوعب الدولة الفلسطينية اللاجئين الذين يريدون العيش فيها، وأن تعطي الدول المانحة ومنها اسرائيل اللاجئين تعويضات، والتي تشاء من الدول تقترح استيعاب حصص من الفلسطينيين وتكون اسرائيل منها بحسب قرارها السيادي. ويعرف كل حل يتفق عليه أنه تحقيق كامل لقرار الأمم المتحدة 194.ترسم الحدود مع تغيير نسب ضئيلة من الخط الأخضر وتشتمل على عدة كتل استيطانية، عوض تعويض كامل من المنطقة السيادية الاسرائيلية الحالية. وتكون الدولة الفلسطينية غير مسلحة، وتنشىء اسرائيل عدة ترتيبات أمنية حيوية مثل محطات انذار بل وجود عسكري مؤقت. ويجلى المستوطنون الذين يجدون انفسهم شرقي الحدود الجديدة الا اذا اتفق على أنه يمكن ابقاؤهم هناك، مع الخضوع للدولة الفلسطينية التي ستنشأ. يخيل إلي أن هذا أحد الموضوعات المفتوحة من وجهة نظر الطرفين.تحل جميع الموضوعات الأخرى (المياه والبيئة والمجال الكهرومغناطيسي) على أيدي لجان مشتركة تحل مشكلات واقعية وتمتنع عن تناول حقوق من الماضي. وتنشأ لجنة مشتركة لمكافحة التحريض وتعقب الخطط الدراسية.يعلن مع تحقيق الاتفاق المفصل بانهاء النزاع، ونهاية المطالب. وفيما يتعلق بمسألة الاعتراف التي أثارها نتنياهو تحل على أنها جزء من الحل الشامل، ويمكن الصيغة أن تكون تلك التي تبنيناها بمبادرة جنيف: 'يذكر الاتفاق الاعتراف بحق الشعب اليهودي في دولة، والاعتراف بحق الشعب اليهودي الفلسطيني في دولة، دون المس بالحقوق المتساوية لمواطني الطرفين... ويعترف الطرفان بأن فلسطين واسرائيل وطنان لشعبيهما...'اذا كان الطرفان مستعدين لهذا فليكن، وإلا تفضل محاولة التوصل الى اتفاق مرحلي. اضاعة سنة للتوصل الى اتفاق اطار قصير أمر خاسر. يمكن الفحص عن الاستعداد للاتفاق على هذه المبادىء في غضون أسابيع لا أشهر.
اسرائيل اليوم 6/9/2010
فوق جثة مسيرة السلام
تسفي بارئيل
2010-09-05
'ألا يموت الثور آخر الأمر؟ انه يموت دائما. فما هي اللذة في صراع الثيران؟'. 'أنت لا تفهم، انه الاسلوب، الاسلوب. يجب ان تعلم كيف تقتل الثور فهذا هو الفن'. لم أعد أذكر من هو الاسباني الذي بين لي هذه الحقيقة، لكنني تذكرتها عندما رأيت المادة الحسنة التي جلس قربها مصارعا الثيران بنيامين نتنياهو ومحمود عباس، الى جانب الأشابين حسني مبارك والملك عبدالله والمضيف باراك اوباما ـ في جولة أخرى فوق جثة مسيرة السلام. حسن ما قاله نتنياهو لعباس، 'انت شريكي في السلام'. أجل يوجد في هذا 'النجاح' متنافسان دائما، اسرائيلي وفلسطيني. منذ الان، والى الـ 12 سنة القادمة - ان لم تلفظ مسيرة السلام أنفاسها قبل ذلك ـ سيضطر كل واحد منهما مرة اخرى الى اظهار اسلوبه، لكن الفن هنا، بخلاف صراع الثيران، هو كيف يتهرب من المسؤولية عن موتها.القواعد واضحة: ففي الجانب الاسرائيلي لا يحل التوصل الى انسحاب، ولا يحل تقسيم القدس، ولا اعادة اللاجئين، ولا التنازل عن الماء ولا عن غور الاردن. وفي الجانب الفلسطيني ـ لا تنازل عن أي قطعة أرض لكن تبادل ضئيل للاراضي، ويمكن الحديث عن اللاجئين، والقدس الشرقية هي عاصمة فلسطين، ولن توجد أي مستوطنة داخل فلسطين. بدأ نتنياهو على نحو جيد. فقد أعلن بأسلوب مكتمل، في كلمة بعد كلمة، وفي التروي المناسب المطلوب من فنان خطابة، بأنه مستعد لمصالحة تاريخية وأن السلام الحقيقي 'سيحتاج الى تنازلات مؤلمة من الطرفين'. ماذا مثلا؟ استمرار تجميد البناء؟ حل البؤر الاستيطانية؟ تبني الخريطة التي اقترحها ايهود اولمرت على عباس؟ اقامة قوة متعددة الجنسيات في غور الاردن؟ ما الذي عاق نتنياهو عن أن يعرض هذه الاشياء على عباس في فترة المحادثات غير المباشرة؟ أيوجد في قبعته أرانب خفية يستطيع أن يبيعها لعباس دون أن يشعر احد؟ سيضطر في غضون ثلاثة أسابيع الى أن يواجه علنا خصومه بمسألة البناء في المستوطنات. ولن تجدي هنا أي ترتيبات احتيال، لانه لا يمكن اخفاء الجرافات في الادراج. ولهذا يحل أن نقول أنه ليس لنتنياهو سلعة جديدة يبيعها للفلسطينيين، وعباس يعلم هذا.'يحتاج هنا الى حسم زعماء لا الى فرقاء تفاوض'، بيّن نتنياهو هدفه. اذا كان الأمر كذلك، فلماذا يحتاج الى استفتاء الشعب في الاتفاق اذا أحرز وعندما يحرز؟ أيخشى نتنياهو من أنه يعمل خارج اطار السلطة التي اعطاه الجمهور اياها، مخالفا لبرنامج حزبه، أو قد يكون على ثقة بأن الجمهور سيجيز ما يرفضه رفاقه في الائتلاف؟ لكنه نفس الجمهور الذي أعطى صوته الاكثرية اليمينية التي انشأت الائتلاف. وهو نفس الجمهور الذي لم يصنع نتنياهو حتى الان شيئا لاقناعه بأنه يحسن الانسحاب وعقد اتفاق سلام وتوديع المناطق.المرحلة التالية أخطر. لانه من السهل جدا التغاضي عن الجمهورين الاسرائيلي والفلسطيني، وأن يعرض عليهما شرك التسويات المرحلية، وبرنامج عمل مرن أو 'اتفاق اطار' ليس فيه تفصيل عملي. هذه حقول ألغام انفجرت منذ بدأت وثائق ميتشل وتنت، مرورا بخريطة الطريق الى أنابوليس. هذه في الأكثر منافذ هرب لكل واحد من الطرفين. وليس فيها أكثر من اعلان بـ 'دولتين للشعبين'. ومن يقترحها يفشل العملية سلفا. يحسن أن نتذكر بأي استعداد مُسكت انتظرنا سماع هذا التعبير من نتنياهو، وتبين بعد أنه قال الكلمات السحرية أنه لا يوجد لها أي معنى بغير قرار عملي، سياسي، يترجم الى اتفاق كامل.يجب على نتنياهو مع عودته من واشنطن أن لا يعد فقط للقاء القادم مع عباس بل للحوار مع الجمهور في الأساس. وأن يبيعه بنية السلام لا مسيرة السلام، لا أن يعرض عليه مرة أخرى ترتيب المدفوعات الذي أحرزه من عباس، بل الذخر الذي سيحرزه في نهاية المسيرة. لا يستحق الفلسطينيون فقط بل الاسرائيليون أيضا آخر الأمر أن يعلموا ما هي حدود دولتهم وأن يبعدوا عن جبينهم عار الاحتلال. ليس يجب أن يهمس في مسمع عباس ذلك بل أن يعلن ذلك في اسرائيل بالعبرية على رؤوس الاشهاد.بغير هذا 'الحديث الصادق' مع الجمهور في اسرائيل، سيظل بيبي مصارع الثيران، الذي يعلم بلطف وبأسلوب طعن المسيرة بالسيف واتهام الفلسطينيين ايضا وأن يقول 'انتصرت'.
هآرتس 5/9/2010
هل نصدق نتنياهو؟
أسرة التحرير
2010-09-05
قمة واشنطن نجحت في تحقيق الاهداف المحددة لها. فقد انتهت ببيان عن استئناف المفاوضات لتحقيق تسوية اسرائيلية ـ فلسطينية، تعرض حلولا لكل 'المسائل الجوهرية' وتؤدي الى اقامة دولة فلسطينية. رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو أعرب في خطابه في واشنطن عن استعداد لحل وسط تاريخي. فقد قال نتنياهو: 'شعب آخر يتقاسم البلاد معنا'، ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بانه 'شريكي في اتفاق السلام'. ووعد بانه لم يدخل الى المحادثات المباشرة كي يناكف، بل كي ينهي النزاع.نتنياهو، الذي عارض في الماضي بشدة فكرة الدولة الفلسطينية ورأى فيها خطرا على وجود اسرائيل وأمنها، غير نهجه منذ عاد الى الحكم قبل نحو سنة ونصف السنة. اما الان فهو يتحدث عن 'السيادة مقابل الامن' ـ دولة فلسطينية، مقابل ترتيبات امنية متشددة. وأقنع نتنياهو زعماء الولايات المتحدة، مصر والاردن برعاية المحادثات المباشرة، واظهر قدرة سياسية مثيرة للانطباع في الحفاظ على ائتلافه متراصا في الوقت الذي دخل فيه الى مباحثات حول انسحاب من الضفة الغربية، مستقبل المستوطنات ومكانة القدس.ولكن، بقدر ما كان سخيا في التصريحات، ضنّ نتنياهو بالتفاصيل، والشكوك حول جدية نواياه وقدرته على دفع التسوية لم تتبدد بعد. مواقفه الاولية، وتلميحاته بانه سيقترح ابقاء المستوطنين في الدولة الفلسطينية بدلا من اخلائهم تثير التخوف من أن نتنياهو يبحث عن السبل لانقاذ اسرائيل من العزلة الدولية ولهذا فقد دفع نحو المحادثات المباشرة، الا أنه لم يستوعب بعد الثمن اللازم للحل الوسط مع الفلسطينيين ـ انسحاب من الضفة الغربية، تقسيم القدس واخلاء المستوطناتالاختبار الاول لنواياه وقدرته سيكون مع نهاية التجميد للبناء في المستوطنات، بعد ثلاثة اسابيع. اذا ما خضع نتنياهو لضغوط المستوطنين ومؤيديهم واستأنف البناء بكامل الوتيرة، سيتبين بانه غير قادر على ان يقود نحو الحل الوسط التاريخي الذي وعد به. اذا كان رئيس الوزراء يريد للناس أن يصدقوا تصريحاته في واشنطن، فان عليه أن يترجمها الى قرارات يتخذها في ارئيل وعمانويل، ويمتنع عن توسيع المستوطنات في اثناء المحادثات. هذا هو الاستنتاج الواجب من قمة واشنطن.
هآرتس 5/9/2010
|